الضّادُ
أُمـي وأُمــي ضِرْعُها الضادُ
وما
لَنا غَيْرَها نايٌ وإِنْشادُ
تَنَسَّمتْ
هِمَمُ الأَجْيالِ نَفْحَتَها
واسْتَعْذَبَتْ صَوتَها الصَّداحَ آمادُ
مِنْ
عُمرِ أُمِّي وشَمْسُ الضّادِ تُدْفِئُنا
وَتَغْرِسُ الأمَلَ الْمَنْشودَ أَحْفادُ
كَمْ
ذابَ قَلْبي بِها حُبّاً وَتـَكْـرِمَــةً
حتى شَدَتْ بِحروفِ النورِ أَكْبادُ
أَصخى
لَها الْكَونُ دَهْراً واسْتراحَ على
بَيانِها وارِفاً وانْداحَ تِردادُ
فَـهْـيَ
التي مَــلأَتْ أَحْلامَنا أمــَلاً
وَعَنْ
حِماها بَــنو أَصـلابِها ذادوا
قَدْ
أنزلَ اللهُ فيها الذِّكرَ فَأْتَلَقَتْ
حُروفُها ، وبنو أمجادِها سادوا
ورَدَّدتْ
جنباتُ الكونِ قِصَّتها
والإنسُ
والْجنُّ للتنزيلِ أشْهادُ
فيها
عُصارةُ أحْقابٍ لنا سبقتْ
وفي ميادينها فِكْرٌ وروّادُ
قد
زادَها اللهُ بالقرآنِ منزلةً
وبالحديثِ لها نورٌ وإرشادُ
تُشِعُّ للكونِ آلاءً مُخَلَّدةً
هيهاتَ تُنْكِرها ( جونٌ وحمّادُ)
وفي
قلادتها التوحيدُ تحملُهُ
حروفها
وهْـيَ للدّارينِ مِـعْقادُ
كـَمْ
أنْبأتنا بتاريخٍ لنا هَتَفتْ
لِصانعِ مـَجْدِهِ مـِصْرٌ وبَغْدادُ
وفي
الشّآم تجلّى حَظُّها أَلِقاً
وشادَ أبْراجَها شعبٌ وأسْيادُ
وههُنا
في الإماراتِ لها سَنَدٌ
وذادَةٌ وميامينٌ وأمْجادُ
فَلْتَهْنئي يا حروفَ الضّادِ يا لُغتي
يا مَنْ لِعشّاقها شَوقٌ وإسْهادُ
نَجْوى
بيانِكِ لم تَحْفلْ بهِ لغةٌ
وما لَها مِثْلَكِ تاجٌ وأمْجادُ
بُعِثتِ
لِلْخِصْبِ حَرْفاً وانْتَضيتِ هُدىً
أنارَ مِنْ وَحْيِهِ قَيْسٌ ومِقْدادُ
وَشَعْشَعَ
الكونُ بالأنوارِ وانْتَعَشَتْ
مرافيءٌ وميادينٌ وجَلْعادُ
أُمَّ الْبَلاغَةِ والتنزيلِ ما فَتِئتْ
قلوبُنا لِجمالِ الضاد تنقادُ
وارتدَّ
قومٌ عن الفصحى يُؤمِّلُهُمْ
إبليسُهمْ ، وهُمو للغَثِّ قد عادوا
أعْمَتْ
بصائِرَهُم دُنيا تُؤرجحهم
وفي
قلوبهمُ مَكْرٌ وأصفادُ
واستعذ بوا
لغةَ الإفْرنْجِ وانتشروا
مِثْلَ الجرادِ وعقّوا كل ماجادوا
يا
خَيْبَةَ اللُغةِ الفُصْحى بهم أملاً
فَهُمُ لأعدائها عونٌ وأجنادُ
فما لنا
اليومَ لا نُعلي منازِلَها
وساقَها الضَّيمَ – رَغْمَ الْبَذْلِ – حُسّادُ
كَم
أَشْعلوا تَحْتها النيرانَ حارِقَةً
فارتَدّ في صَدْرِهم غِلٌّ وأحْقادُ
تعوي
ذئابُ الدَّياجِ حَولَها حَنَقاً
فَيَسْتَشيطُ بها ثَأرٌ وإرْعادُ
فَتُشْرِقُ
اللغةُ الفُصْحى بِعزّتِها
وحَولَها مِنْ حُماةِ الضّاد أجوادُ
يَسْترخصونَ
لها مَهْراً ، فيا لَهُمُ
من
ذادةٍ بَأْسُهمْ صونٌ وإعهادُ
يَبْقى
الزّمانُ ثَريًّا في تَألُقها
ونحنُ في بَحْرِها دُرٌ وأَسْيادُ
ويا
حُماةَ عيونِ الضّادِ إنّكُمُ
طبيبُها إن سرى ضُرٌّ وإرْمادُ
فَجَدِّدوا
العهدَ صَوْناً كي تنالوا بها
خَيراً ، ففي وَصْلِها بِرُّ وإخلادُ
الضّادُ
أُمي ، وأُمي ضِرْعُها الضادُ
وما لنا
غيرها نايٌ وإنشادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق